قدّم FIFA التمويل والخبرة والدعم المؤسسي للبطولة المتنامية التي استضافتها أوزبكستان وطاجيكستان
حضر السيد إنفانتينو نهائي يوم الاثنين في طشقند، حيث حصدت الدولة المضيفة أوزبكستان، لقبها الإقليمي الأول بفوزها على إيران في الوقت الإضافي
تنافست دولتان ضيفتان، الهند وعُمان، على المركز الثالث، في الوقت الذي يسعى فيه اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم، المكوّن من ستة أعضاء، إلى مكانة بارزة على الساحة العالمية
بعد نهائي كأس اتحاد آسيا الوسطى، حصد فريق واحد فقط الكأس، ولكن كان من المهم أن كلا البلدين المتنافسين في النهائي الذي أقيم في 8 سبتمبر/أيلول قد تأهلا بالفعل إلى كأس العالم 2026 FIFA™. من الجدير بالذكر أن إيران وأوزبكستان، الدولة المضيفة، تتنافسا على اللقب في ملعب المدينة الأولمبية الجديد كلياً في طشقند، وهو مكان برّاق يتسع لـ12,000 متفرج، استقبل الرياضيين والمتفرجين لأول مرة هذا الشهر. وكان من المناسب أن يكون رئيس FIFA جياني إنفانتينو من بين الحضور البالغ عددهم 11,842 شخصاً، حيث كان دعم FIFA لكأس اتحاد آسيا الوسطى 2025 دليلاً على التزامه الواسع بزيادة الفرص والمعايير في جميع أنحاء المنطقة.
تشهد كرة القدم في آسيا الوسطى نمواً متسارعاً، وكانت النسخة الثانية من كأس اتحاد آسيا الوسطى - البطولة الرئيسية للمنتخبات الوطنية للرجال التي ينظمها اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم - علامة مبشّرة على ما هو قادم. وقال نائب الرئيس الأول لاتحاد أوزبكستان لكرة القدم رافشان إيرماتوف "من منظور كرة القدم، لا تزال دول آسيا الوسطى فتيّة نوعاً ما. لقد دعم FIFA آسيا الوسطى عن كثب، مما أدى إلى التطور السريع لكرة القدم في منطقتنا. لذلك، نوّد أن نُعرب عن امتناننا لرئيس FIFA السيد جياني إنفانتينو. نحن نشارك في مشاريع وخطط FIFA لتطوير كرة القدم الحديثة." فاز منتخب أوزبكستان باللقب في طشقند بالفوز على إيران بنتيجة 1-0 بفضل هدف من رأسية المدافع خوجيأكبر أليونوف في الشوط الإضافي الثاني. لكن كرة القدم في آسيا الوسطى نفسها كانت الرابح الأكبر على المدى الطويل. ظهر التقدم والإمكانات بشكل جلي، حيث رفعت قوة إقليمية جديدة كأساً جديدة في ملعب جديد أمام حشد صاخب يرتدي الزي الأزرق.
تأسس اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم في يناير/كانون الثاني 2015، ومقره دوشانبي في طاجيكستان، ويضم ست دول، وهو أحدث الاتحادات الإقليمية الخمس التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم. انضمت إيران وأفغانستان إلى عضوية FIFA منذ عام 1948، بينما انضمت جمهورية قيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان إلى FIFA عام 1994، بعد فترة وجيزة من استقلالها. على الرغم من شعبية كرة القدم في هذه الدول حديثة العهد، إلا أن إنشاء البنية التحتية التقنية والمادية اللازمة استغرق بعض الوقت. وقد ساهم اهتمام FIFA واستثماراته، مدعومةً من برنامج FIFA Forward وبرنامج Football for Schools، في تعزيز اللعبة بشكل كبير.
وقال مدرب تركمانستان روفشن ميريدوف "هناك اهتمام متزايد بكرة القدم في آسيا الوسطى هذه الأيام. لدينا العديد من اللاعبين الموهوبين هنا. تتمتع منطقتنا بإمكانيات هائلة لم تُستغل بالكامل بعد. سيلعب FIFA دوراً هاماً في تطوير اللعبة بهذه المنطقة." في 1 سبتمبر/أيلول، أعلن FIFA عن نيته دعم كأس اتحاد آسيا الوسطى التي تُقام كل عامين، والتي شاركت في استضافتها هذا العام أوزبكستان وطاجيكستان. ويستند هذا الجهد إلى الهدف السابع من أهداف FIFA الاستراتيجية للعبة العالمية: 2023-2027، والذي يتضمن الالتزام بإنشاء مسابقات دولية جديدة وعالية الجودة والحفاظ عليها، لا سيما في المناطق الأكثر احتياجاً.
وقال أمين FIFA العام ماتياس غرافستروم: "من شأن بطولات، مثل كأس اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم، أن تخلق فرصاً ممتازة للتنافس والاحتفال بكرة القدم." وأضاف "FIFA ملتزم بدعم مثل هذه البطولات، وبالتعاون مع الاتحادات القارية والإقليمية والوطنية لدراسة السُّبل المتاحة لتنظيم المزيد من المباريات التنافسية بين المنتخبات والأندية في مناطقها. يفخر FIFA في الوقوف صفاً واحداً إلى جانب اتحاد آسيا الوسطى في جعل هذه البطولة بمثابة منصة للتطوير والشغف ولحظات لا تُنسى." أقيمت النسخة الافتتاحية من كأس اتحاد آسيا الوسطى في عام 2023 وفازت بها إيران، وتابعها إطلاق بطولة لمنتخبات السيدات في عام 2018، ومجموعة كاملة من فعاليات الفئات العمرية للرجال والسيدات، بما في ذلك كرة الصالات.
وقال الأمين العام لاتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم أولوغبيك كريموف "كان لدينا حلم لتحقيق ذلك. في ذلك الوقت، لم تكن لدينا خبرة في تنظيم هذا النوع من المسابقات، ولكن كانت لدينا طموحات كبيرة - بدون مال، ولكن مع أحلام كبيرة." بعد عامين فقط، أصبح نمو البطولة ملحوظاً ومثيراً للإعجاب. انضمت الهند وعمان كضيفين، مما زاد عدد منتخبات كأس اتحاد آسيا الوسطى إلى ثمانية فرق و14 مباراة، مع توسيع نطاقها إلى الشرق الأوسط وجنوب آسيا - لعب الضيوف على الميدالية البرونزية يوم الاثنين في مدينة هيسور بطاجيكستان، حيث فاز فريق النمور الزرقاء الهندي بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1. تم بث المباريات عالمياً على FIFA+، خدمة البث المباشر التابعة لـFIFA.
وأوضح كريموف: "كان هناك العديد من التحسينات، لا سيّما في تقديم هذه البطولة على أعلى مستوى للمنتخبات والجماهير. لقد جعلنا إقامة المنتخبات أكثر راحة. كما ارتقى مستوى الفنادق والملاعب. ولأول مرة، طبّقنا نظام حكم الفيديو المساعد (VAR) في البطولة بأكملها." وأضاف "لدينا فرق تابعة لـFIFA في طاجيكستان وأوزبكستان، وموظفون من قسم المسابقات وقسم الإعلام والتسويق لدى FIFA - أتوا إلى هنا ليشاركونا خبراتهم ومعارفهم. لذا، من المهم جداً بالنسبة لنا أن يدعمنا FIFA. هذا يعني أن بطولتنا أصبحت جزءاً من منظومة كرة القدم العالمية."
تحتل كأس اتحاد آسيا الوسطى الصدارة، ومن المؤكد أن ازدياد شهرتها ومكانتها سيُلهم اللاعبين والمدربين والإداريين في جميع أنحاء المنطقة. لكنها ليست الجانب الوحيد لكرة القدم في آسيا الوسطى الذي اكتسب مكانته في تلك المنظومة. فقد أرست سنوات من التطوير والاستثمار الدقيق أساساً واعداً، والتقدم واضح. وسيوفّر برنامج FIFA Forward 3.0 حتى عام 2026 مبلغ 5 ملايين دولار أمريكي لكل دورة مدتها أربع سنوات للاتحادات الإقليمية مثل اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم، لمساعدته في تنظيم المسابقات، بينما يُساهم برنامج FIFA لتطوير المواهب وبرنامج FIFA لتطوير كرة القدم للسيدات في التنمية الإقليمية لكرة القدم. وفي الوقت نفسه، تستهدف أموال برنامج FIFA Forward وبرنامج Football for Schools البنية التحتية والقواعد الشعبية. وقال إيرماتوف: "في مركزنا الوطني لكرة القدم، الذي يستفيد من برنامج FIFA Forward، قُمنا بتجديد أربعة أرضيات لكرة القدم، والملعب وغرف الملابس، وقمنا بتحديث جميع معدات الإضاءة لمسابقات FIFA، باستخدام 4.2 مليون دولار أمريكي من أموال FIFA"، مضيفًا أن أوزبكستان قد طبقت بالفعل برنامج Football for Schools في 1500 مدرسة.
وقال الأمين العام لاتحاد طاجيكستان لكرة القدم فوركاتشون أحمدجانوف "كان برنامج FIFA (Forward) داعماً كبيراً، حيث سمح لنا ببناء المركز الفني في دوشانبي. كان هذا هو المكان الذي تدّرب فيه منتخبنا الوطني." وأضاف "نتعاون بشكل وثيق مع FIFA فيما يتعلق بكرة القدم للسيدات والشباب. حالياً، تُقام بطولة كرة القدم للسيدات في طاجيكستان لأربع فئات عمرية. أما بالنسبة لكرة القدم للشباب، فلدينا العديد من البطولات المحلية التي يدعمها FIFA مالياً ووفقاً لمعاييره. هذا العام، أطلقنا أيضاً برنامج Football for Schools وأعتقد شخصياً أن برنامج Football for Schools هو أحد أنجح برامج FIFA لما يتمتّع به من شعبية واسعة."
وقال مدرب جمهورية قيرغيزستان أورمات عبدحكيموف "أعتقد أن دعم FIFA بالغ الأهمية. إنه دعم هائل. له تأثير كبير ليس فقط على تطوير كرة القدم في بلدنا، بل في جميع أنحاء آسيا الوسطى ككل. أعتقد أن جميع البرامج والمشاريع التي يقدمها FIFA لمنطقتنا بالغة الأهمية. أولاً، إنها تزيد من المشاركة، من خلال زيادة عدد الأشخاص والأطفال الذين يمارسون كرة القدم. هذا هو الأساس (لكرة القدم في بلدنا)." يؤتي هذا الاستثمار ثماره تدريجياً. فبينما تُعتبر إيران قوة آسيوية تقليدية، انضمت إليها طاجيكستان وأوزبكستان في مرحلة خروج المغلوب من كأس آسيا 2023. وستضم كأس العالم تحت 17 سنة FIFA™ في قطر هذا العام طاجيكستان وأوزبكستان. أما على صعيد السيدات، فستشهد كأس آسيا للسيدات العام المقبلة مشاركة أوزبكستان للمرة السادسة وإيران للمرة الثانية.
ولكن الأهم من ذلك، أنه بعد تأهلها إلى مسابقة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، اتخذت أوزبكستان الخطوة التالية التي طال انتظارها في يونيو/حزيران، وحجزت مقعدها إلى جانب إيران في كأس العالم 2026 FIFA في أمريكا الشمالية. وبعد عدة محاولات فاشلة، سيحتل منتخب الذئاب البيضاء أخيراً مكانه المستحق بين نخبة كرة القدم، مُلقياً بذلك ضوءاً غير مسبوق على الأعضاء الأربعة الأصغر سناً في اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم، ناهيك عن إلهامه الذي لا يُقدر بثمن. وقال لاعب الوسط الأوزبكي أبوسبيك فايزولاييف "أعتقد أن الناس أصبحوا مهتمين بكرة القدم أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات العشر الماضية، لأنني لا أعتقد أن التأهل لمسابقة الألعاب الأولمبية وكأس العالم (FIFA) محض صدفة. لقد وصلنا إلى هذا الهدف خطوة بخطوة. إنها مصلحة الشعب ومصلحة الشباب."
وكشف كريموف عن أن بطولة أندية اتحاد آسيا الوسطى لكرة القدم قيد الإعداد، وأنه في عام 2027، يُخطط الاتحاد للارتقاء ببطولة المنتخبات إلى "مستوى أعلى". وقال "أود أن أعرب عن خالص امتناني للدعم المستمر من FIFA، ليس فقط لهذه البطولة، ولكن للمسابقات الأخرى التي تلقينا فيها بعض الدعم المادي من FIFA...هذا يعني الكثير لنا. هذا الأمر يعني أننا على الطريق الصحيح ويعني أننا نفعل الشيء الصحيح - من أجل كرة القدم، من أجل الجماهير."