عندما نتحدث عن الكرة الشاملة وثورة الكرة الهولندية في السبعينات، يتبادر إلى أذهاننا مباشرة نهائيات كأس العالم 1974 FIFA. لكن على الرغم من الإشادة التي لقيها يوهان كرويف وزملاءه من كل حدب وصوب فإنهم فوَتوا فرصة إحراز اللقب العالمي في ألمانيا، علماً بأن هولندا فشلت في مسعاها مجدداً بعدها بأربع سنوات.
وإذا كان جيرد مولر وجه الضربة القاضية لهولندا قبل نهاية الشوط الأول بقليل بحسم نتيجة نهائي 1974، فإن نهائي عام 1978 شهد وقتاً إضافياً علماً بأن المنتخب الهولندي كان قاب قوسين أو أدنى من حسمه في الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي.
لم يكن الأمر سهلاً بطبيعة الحال. ومرة جديدة خاضت الكتيبة البرتقالية المباراة النهائية ضد الدولة المضيفة للمرة الثانية على التوالي، لكن هذه المرة في غياب نجمها يوهان كرويف. وإذا كان عدد لا بأس به من أنصاره نجح في تخطي الحدود قبل أربع سنوات لمتابعة المباراة النهائية، فإن الأجواء هذه المرة كانت محلية جداً وأكثر عدائية.
وكما يكشف رودي كرول في كتاب "البرتقال الرائع": "كنا في فندق خارج بوينوس أيريس وأخذونا في رحلة طويلة حول الملعب. توقف الباص في إحدى القرى وقام السكان بالطرق على الزجاج بقوة وهم يصرخون ’أرجنتين! أرجنتين! أرجنتين!‘ لم نتمكن من التقدم إلى الأمام أو العودة إلى الوراء. كنا محاصرين. على مدى 20 دقيقة بقينا في هذه القرية على هذه الحال وشعر بعض اللاعبين بالخوف لأن الجمهور كان يقرع بقوة ويدفع نوافذ الباص بشدة."
كان الإستقبال في ملعب مونيومونتال بارداً، وقد وصف جوني ريب لاحقاً الأجواء بأنها كانت "تغلي". نجح المنتخب الأرجنتيني مدعوماً بـ70 ألف متفرج صاخب في التفوق على نظيره الهولندي في الوقت الإضافي. وأهدر الجيل الهولندي الفرصة مرة جديدة في التتويج باللقب العالمي ولا شك بأن رد فعل يوهان نيسكينز في هذه الصورة المعبرة تجسد معنى خسارة المباراة النهائية لكأس العالم FIFA مرتين على التوالي.
لكن كان يمكن للمباراة أن تأخذ منحى آخر ولا تصل حتى إلى الوقت الإضافي بسبب هذه الحادثة التي وقعت قبل ثوان من نهاية الوقت الأصلي. لا شك بأن روب رينسنبرينك لن ينسى تلك اللحظة طوال حياته عندما توغّل داخل منطقة الجزاء ومن زاوية ضيقة جداً وتحت ضغط كبير سدد الكرة لترتطم بالقائم. وقال اللاعب لصحيفة "ذا هيرالد" عام 2014: "بالطبع، لا تزال تلك اللحظة محفورة في ذاكرتي ولن أنساها أبداً."
ثم أضاف "لو كان مسار الكرة التي سددتها انحرف لخمسة سنتيمترات لكنا توّجنا أبطالاً للعالم. بالإضافة إلى ذلك لو نجحت في تسجيل ذلك الهدف لأصبحت أفضل هداف في البطولة وربما أفضل لاعب فيها وجميع هذه الأمور في مباراة واحدة."
وهكذا بقي أفراد المنتخب الهولندي في السبعينات ضحايا هاتين الخسارتين.
هل تعلم؟
تم إحياء ذكرى نهائي كأس العالم 1978 FIFA في متحف FIFA العالمي لكرة القدم من خلال عرض قميصين للاعبين خاضا مباراة القمة، واحد يرتديه الأرجنتيني أميريكو جاليجو والثاني الهولندي رود كرول.
Shirts worn by Netherlands captain Ruud Krol and Argentina's Américo Gallego at the 1978 @FIFAWorldCup. Classics. pic.twitter.com/ddb9aosaYg
— FIFA Museum (@FIFAMuseum) August 18, 2016